عندما ينزق قلمي وهما ..تبقين أنتِ الحقيقة الوحيدة بين حروفي
فاليكِ يا حقيقتي الموجوعة متاهاتي الفارغة الا من وجهكِ ..
____________
__________
متاهة..
تلافيف الدروب مشبعةٌ بالضياع
والجدران مرايا
ينتصب في بؤرتها وجهكِ
من الزوايا يتهافت صوتكِ المنهك اليّ
تصرخ ساعاتي كأطفال الحروب (يتامى , جياع, عراة)
ووجهكِ لقمةٌ سائغةٌ للفقراء
ولسان الساعة يتدلى كالبندول .. يلهث , يلهث
اختنق بقضبان نافذتي
يتدلى ظمأي شبحاً باهتاً اصفر الخدين
غائر اللهجة
واتدلى كالدلو في بئر اليأس
يرمق السحيق محشواً بثعابين الوقت
تنهش عصفورة أحلامه.
متاهة...
حروف اسمكِ .. دروبها الليلكية
عيناكِ .. دوامة بحر تأخذني للقاع
وصوتكِ زوبعة تحمل الرمل .. تقذفه في وجهي
اختنق .. اختنق
آكل حبات الرمل , وأشرب سراب عودتك
وأنت حبيسة قصر السلطان
تحكين له الحكايا وتطعمينه الوهم فيغفوا متخم الخيال
فتسامرين الصمت , وكؤسك فارغة إلا من حلم
ونديمك مخنوق في أوردة الصبر يشرب قيح البعد .. وينزف غيا.
متاهة...
تهتز الأرض بي
تتبدل الحيطان .. ترتجف نوافذ ذاكرتي
شعرك الكستنائي يرسل رائحة الحناء رسالة شوقٍ ممزوقة
تأتي عبر محطات خيالي
أفض ضرفها المختوم بدمعكِ الأحمر
تعبق المتاهة
يتطاير حزنكِ المعطر بالموت كالأشباح
ينبش قبور سنواتي
يقتحم مدرستنا الشمالية
يتوغل بين الصفوف , يختبأ خلف المقاعد
ينسل بين أصابع الفتيات الصغيرات
يقبل لون (مرايلناالزرقاء)
يمر قطار صوتكِ .. ينهشني , وقودا .. يتطاير وقتي المحروق
مفحّما باليأس
يسير بي نحو غرفتك القديمة
يدهس سريركِ ومكتبتكِ المكتضة بالكتب
ويرسم خطوطا طولية على السجادة الحمراء الفارسية
يمر يمر يأخذني
ويعيدني للمتاهة..!!
بقعة حبر أحمر نزفها قلم مكسور