خالد الرواضيه مشرف
1227 تاريخ الميلاد : 08/05/1962 العمر : 62 البلد : المهنة : الاوسمة : تاريخ التسجيل : 21/04/2009
| موضوع: الصراع بين الحق والباطل الثلاثاء يونيو 09, 2009 2:19 am | |
| المسألة الثانية والأخيرة في هذا الموضوع وهى: ميدان الصراع بين الحق والباطل: الصراع بين الحق والباطل له ميدانان : الميدان الأول : هو ميدان النفس البشرية, فالإنسان قابل للهدى والضلال: }وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( { سورة الشمس, } إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) { سورة الإنسان، و الإنسان حين يكون خيراً لا يعنى أن عناصر الشر زالت منه بالكلية بل النفس الآمرة بالسوء موجودة, وكيد الشيطان موجود ولذلك قد يخطئ المستقيم, أو يضل, أو ينحرف عن هذا الطريق أو يتركه حيناً, ثم يعود إليه . وبالمقابل الإنسان المنحرف والضال لا يعنى أنه أصبح شيطاناً رجيماً, فقد يستقيم ويهتدي للخير بل وحتى حين يكون مصرا على الشر الذي هو فيه لا تظن أبدا أنه لا تثور في نفسه نوازع الخير…. لقد حدثني أناس قضوا زمانا طويلاً في ميادين الشر والفساد : أن قلوبهم أحيانا تغلى بمراجل الهم والندم والحزن والرغبة في الإقلاع. والمؤمن قد يعصى ولكنه لا يمكن أن يفرح بهذه المعصية ويطمئن إليها بل لابد أن يوجد في قلبه ندم على هذه المعصية, ولذلك يقول الله تبارك وتعالى في صفة المؤمنين: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) { سورة آل عمران, وقال النبي صلى الله عليه وسلم:[ إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ] رواه الترمذي . والإنسان الطيب لا يخلو من وجود شئ من الشر يحتاج إلى مدافعة وإزالة ومقاومة ولذلك لابد من مجاهدة النفس . وبالمقابل الإنسان الشرير لا يوجد ما يدعو لليأس منه, أواعتقاد أنه لا خير فيه, رب كلمة توافق قلباً فتتدخل فيه, وتغيره رأساً على عقب , واسأل الذين اهتدوا ؛ تجد أن بعضهم سمع برنامجاً في الإذاعة, أو سمع كلمة طيبة من أحد فتأثر بها _ وربما الذي قال هذه الكلمة لم يحسب لها حساباً لكنها صادفت قبولاً في هذا الإنسان _ فغيرت معالمه ظاهراً وباطناً ...وهذا يوجب على الإنسان الصالح عدم الاغترار؛ لأنه من الممكن أن يتغلب عنصر الشر يوماً من الأيام فينتكس والعياذ بالله, و أيضا : لا ييأس الإنسان من نفسه, ولا من غيره. فأما اليأس من النفس فإنه من مداخل الشيطان العظيمة على النفوس ... فيأتي مثلاً إلى رجل صالح مع قوم صالحين, أو إنسان يؤم الناس في الصلاة, أو يقرئهم القرآن, أو يعلمهم العلم, أو يدعوهم إلى الله جل وعلا, وقد يكون عنده معصية خفية لايعلمها الناس فيأتيه الشيطان, ويقول له : أنت منافق تتظاهر بشيء, وفى باطنك تعلم أن عندك معاصي , وعندك كذا وكذا, فلا يزال به حتى يقنعه بترك الطاعة التي هو فيها, وقد علمت أن هناك من الصالحين من انحرف لهذا السبب, وليس العلاج بأن يترك الإنسان العوامل الطيبة في نفسه استجابة لداعي الشيطان بل نقول: ضاعف الأمور الخيرة في نفسك, وقاوم بقدر ما تستطيع المعصية, وحتى لو لم تستطيع النجاة منها اليوم, أو غداً لا تعتقد : أن الحل أن تترك أعمال الخير,وخطأ أن تعتقد أن هذا من النفاق؛لأن وجود الكره للمعصية, والحرص على التخلص منها؛ يدل على الخير, وليس مطلوبا منك أن تترك أعمال الخير, و تفعل المعصية, ويتفرد بك الشيطان ... فهذا مزلق خطي يجب أنر ينتبه له الإنسان فلا ييأس الإنسان من نفسه ولا من غيره .
الميدان الثاني : هو الصراع عبر المجتمع , فالجهاد في ميدان النفس لاينتهي, لكن الذين يجاهدون أنفسهم منهم : من ينجح في هذا الجهاد فيكون من أهل الخير,و دعاة الإسلام, ومنهم : من يفشل في هذا الجهاد, ولا يجاهد أصلا؛ فيكون من أهل الشر الذين عرفوا الحق ورفضوه, أو لم يعرفوه أصلا, وهنا يوجد الصراع بين هؤلاء وهؤلاء في الميدان الكبير, ميدان المجتمع وهذا هو الميدان الأخير للمعركة بين الحق والباطل, وبين الشيطان وبين الرسل وأتباعهم؛ ولذلك حرص الإسلام على تحصين المجتمعات من عوامل الفساد,حتى لو وجد فساد على مستوى فردى, فالإسلام حريص على أنه لا ينتشر بحيث يلوث البيئة ,وتوعد الرسول صلى الله عليه وسلم المجاهرين بقوله:[ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ] رواه البخاري, ومسلم. وذلك: لأن بالمجاهرة انتقلت المعصية من كونها معصية فردية تضر صاحبها إلى كونها معصية عامة تلوث البيئة كلها ,ولذلك في شريعة الإسلام شرع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر, والمقصود من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر _ ليس القضاء النهائي على المنكرات؛ لأن القضاء النهائي على المنكرات بحيث يصبح المجتمع سليماً من المنكر بنسبة مائة بالمائة بعيد أو غير ممكن_ وإنما المقصود وقاية البيئة العامة من التلوث؛ لأن البيئة العامة إذا تلوثت أصبح من الصعب على الإنسان أن يستقيم لأنه كما يقال: أصبح يسبح ضد التيار ...وهذا يؤكد أهمية صلاح المجتمع في صلاح أفراده .
وفى هذا الإطار أيضا تأتي عناية الإسلام بالمظهر الخارجي : عناية الإسلام بشكل الإنسان كتقصير الثياب, و إعفاء اللحى, و عدم التشبيه بالمشركين ... إلى غير ذلك. وبعض الذين عندهم قصر نظر يقولون لك:ما هذه الجزئيات و القشور التي أشغلتمونا بها؟ لا يا أخي هذه قضية لها بعد كبير جدا لأن هذه من شأنها أن تحقق للمجتمع المسلم تميز واستقلالية, وتحفظ المجتمع من الانهيار والمشي في ركاب الأمم الأخرى أو التشبه بهم بحيث يفقد المجتمع المسلم تميزه وصلاحه . والمجتمع لا يلجأ إلى أخذ ما عند الآخرين إلا إذا شعر بالهزيمة والضعف ولذلك عقد ابن خلدون في المقدمة فصلاً :في إقتداء المغلوب بالغالب, ولذلك : لا تجد أن الأعداء يقلدوننا, بل نحن الذين نقلدهم … لماذا ؟ لأننا في حالة هزيمة حضارية, و تأخر في مجال العلم والتقدم الصناعي؛ فأصبحنا ننظر إليهم, ونقتبس منهم . فالإسلام حرص على تميز المسلم حتى في مظهره حماية ووقاية لهذا المجتمع, و اليوم تجد : أن هناك حربا على المجتمعات الإسلامية بتلويثها : فهذه عصابات المخدرات المنتشرة في العالم جندت نفسها لترويج المخدرات بالذات في البلاد الإسلامية, وبعض البلاد الإسلامية أصبحت مركزا لتحضير, أو تصنيع, أو تهريب, وترويج المخدرات بأنواعها ...وهذا نموذج من محاولة تلويث المجتمع . نموذج آخر :قضية الوسائل الإعلامية :واستغلال أجهزة الإعلام في التأثير على الناس.... والإعلام له أثر بالغ في تغيير مفاهيم الناس وسلوكهم وآراءهم, و هناك الكثير من القضايا الاجتماعية استطاع الإعلام أن يغير فيها سلوك الناس ويضغط عليهم, و من أمثلة ذلك: خالد الرواضيه | |
|
جار البحر مدير عام المنتدى
1722 تاريخ الميلاد : 21/05/1967 العمر : 57 الموقع : jar.albahr@hotmail.com او zarra_ib@yahoo.com العمل/الترفيه : مدخل بيانات كمبيوتر وتصوير ومونتاج فيديو البلد : المزااج : المهنة : الاوسمة : تاريخ التسجيل : 07/04/2009
| موضوع: رد: الصراع بين الحق والباطل الثلاثاء يونيو 09, 2009 10:48 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك اخي العزيز خالد الرواضية
على مشاركتك
تقبل مروري
جار البحر | |
|
صمتي عنواني مديرة
2048 تاريخ الميلاد : 03/02/1989 العمر : 35 البلد : المزااج : المهنة : الاوسمة : تاريخ التسجيل : 20/06/2011
| موضوع: رد: الصراع بين الحق والباطل الأربعاء يوليو 06, 2011 5:13 am | |
| | |
|