الشرف والعرض في غاية الاهميه

بسم الله الرحمن الرحيم

لو وضعت أمام اختيارين لا
ثالث لهما إما أن تفقد المال الذي حصلت عليه من التجارة ومن الكد والتعب وبعد أن بذلت قصارى جهدك وإما ان تفقد
الصحة التي صحبتك منذ طفولتك وذقت نعيمها وعرفت فضلها وجعلتك تعيش دون توجع ودون أنين، حتمــا ستختار ا
لصحة التي ذقت نعيمها وحتمـا ستضحي بالمال الذي جمعته بجهدك لأن المال يمكن تعويضه مع الوقت في حين ان
الصحة لا يمكن تعويضها.

ولو خيروك بين ضياع العرض وبين الموت لاخترت ودون تردد الموت لأن العرض لا يمكن تعويضه وليس للإنسان شيء إذا

ضاع العرض فالموت خير من حياة ليس فيها سوى العار والخيبة والهوان!

هذا العرض الذي يدافع عنه الكثيرون حتى الموت، ويقاتل من أجله أناس كثر دون رهبة أو خوف يدنسه بعض المغفلين

في الشواطئ وفي الحدائق والمتنزهات والمجمعات دون أسف أو ندم، يا أسفى على أناس دنسوا أعراضهم بأيديهم

وإذا كنت تعجب فانا أكثر منك عجبا وإن كنت تسال فأنا مثلك أسال كيف يدنس الإنسان عرضه؟ ولكن أليس من يدنس

أعراض الناس هو في الوقت ذاته يدنس عرضه؟ ثم ماذا تسمي هذا الذي يفعله البعض من تماد لا يمثل من الحرية شيئا،

فالوقاحة أمر، والحرية أمر آخر.

أليست الأم والزوجة والأخت والابنة يعتبرن عرض الإنسان الذي لا يرضى أن تطوله طائلة؟ فالمحافظة عليهن هي نفسها

المحافظة على العرض وإهمالهن هو إهمال العرض والشرف فهناك من ينفق الساعات في المجالس والأحاديث الجانبية

وفي التجارة والسفر والتجوال ويبخل بساعة يجلسها مع زوجته يداعب خلالها مشاعرها بكلمة تفرح بها وترددها

كالمجنونة او بدقائق يحدث فيها ابنته ليعرف ما بها وما تريد، ويرفض أن يتكلم مع أخته إلا بالقوة والصراخ، ثم إذا وقع

ما لا يحمد عقباه رأيته يغضب ويهدد وهل ينفع ذلك بعد فوات الأوان؟ أليس من الأولى أن يحافظ المرء على عرضه ؟

كما يحافظ على صحته من المرض وماله من الخسارة؟ أليس من الواجب أن نحافظ على أعراض الناس حتى يحمي الله

أعراضنا من أن تدنس ويبقى لنا الشرف في الحياة وكما قال الشاعر.


أصون عرضي بمالي لا أدنسه
لا بارك الله بعد العرض في المال

العرض والشرف أمران غاية في الأهمية، وأما الشرف فقد أكثر الناس في وصفه وتعريفه وليس للإنسان شرف إلا بنبل

الأخلاق وكرم الشمائل والبعد عن كل ما لا يليق بالإنسان والإنسانية، والشريف هو من يبعد عن ظلم الناس وأكل حقوقهم

ويرسم الابتسامة على وجوه الآخرين، فلا يغتاب أحدا ولا ينال من أحد ولا يحمل في داخله شيئا من الكراهية والحسد

والبغضاء أليس هذا هو الشرف؟ فكم عدد الشرفاء في الحياة يا ترى؟

جزاك الله خيرا على هذه المواضيع المميزه والمفيده

تسلم خالد موضوع فى غايه الاهميه