سراج وهاجإنها مصباح يستمد وقوده من الهيدروجين الذي يندمج بعضه مع بعض بتفاعلات اندماجية
ينتج عنها الضوء والحرارة. والقرآن عندما يتحدث عن الشمس يتحدث عنها كسراج مضيء،
يسميها السراج، يقول تبارك وتعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً) ويقول أيضاً: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً)
وفي خطاب سيدنا نوح لقومه قال لهم: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً *
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً)
في هذه الآية نلاحظ أن القرآن ميز بين النور المنعكس عن القمر
لأنه جسم بارد مهمته أن يعكس أشعة الشمس، بينما الشمس هي مصنع الطاقة.
[url=http://www.kuwaite.ws/uploads/c3c3ea2f8a.jpg][/url]
مما يلفت الانتباه أن الله خص الشمس بصفة جديدة وهي (وَهَّاجاً)
يعني هل يوجد سراج وهاج وسراج غير وهاج؟
نعم. عندما درس العلماء النجوم في الكون وجدوا أن هنالك أنواع كثيرة للنجوم
ووجدوا أن الشمس تعتبر في منتصف حياتها فهي قد خلقت قبل خمسة آلاف مليون عام تقريباً
وسينتهي عملها بعد خمسة آلاف مليون عام تقريباً،
والأعداد الحقيقية لا يعلمها إلا الله ولكن هذه أقوال ونتائج لقياسات العلماء،
فالشمس هي الآن في قمة التوهج وفي منتصف (يعني في شبابها)،
لذلك نجد علماء وكالة ناسا يستخدمون نفس الكلمة القرآنية في وصفهم للشمس
فنجدهم يقولون مثلاً The Sun is a huge, glowing ball at the center of our solar system
بينما هنالك نجوم خافتة وهنالك نجوم تحولت إلى ثقوب سوداء ليس فيها أي وهج،
وهنالك نجوم تحولت إلى غبار كوني ليس لها أي وهج،
وهنا ندرك دقة القرآن الكريم، ولذلك أقول دائماً لو تأملنا هذا القرآن
نرى في كل كلمة من كلماته معجزة تستحق التدبر.
فوائد عديدة للشمسلو رجعنا إلى القاموس المحيط أو أي معجم من معاجم اللغة وبحثنا عن كلمة (سخر)
نلاحظ أن معناها بدقة: كلَّفه عملاً بلا أجر.
وهذا ما تقوم به الشمس فهي لملايين السنين تقدم لنا هذه الطاقة مجاناً دون مقابل.
هناك العديد من الخدمات التي تقدمها لنا الشمس،
ومنها أننا عندما نتعرض لأشعة الشمس فإن هذه الأشعة تؤثر على خلايا جسدنا تأثيراً إيجابياً وتساهم في مساعدة هذه الخلايا على إنتاج فيتامين "دي" وهذا الفيتامين مهم جداً للإنسان.
حتى إن العلماء اكتشفوا حديثاً أنه يقي الإنسان من السرطان.
ومن الأمراض التي يبعدها التعرض للشمس باعتدال أمراض نخر العظام،
ولذلك فإن الشمس تقدم لنا علاجاً مجانياً من دون أن نشعر،
فهل عرفنا الآن قيمة هذه النعمة؟ وانظروا معي إلى هذه الآية: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)
ففيها تفضّل من الله علينا لنشكر هذه النعم التي لا تعد ولا تُحصى،
ولذلك قال في الآية التالية مباشرة: (وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
[url=http://www.kuwaite.ws/uploads/e6f2b653e3.jpg][/url]
هذه الشمس الذي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها في كتابه
يقول العلماء إنها تبث كميات هائلة من الطاقة،
ولو قدر للناس أن يستفيدوا من طاقة الشمس لمدة ثانية واحدة
لكفتهم جميعاً لمدة مئة ألف سنة لتزويدهم بالطاقة بشكل كامل.
فالله تبارك وتعالى سخر لنا هذه الشمس لتقدم لنا هذا العمل المجاني،
ونحن نعلم اليوم إن الطاقة الشمسية هي مصدر مجاني (من دون مقابل) ومتوفر لكل الناس،
لذلك ماذا قال الله تعالى؟قال: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى)
أمواج صوتية من الشمسوجد العلماء أن الشمس تطلق ترددات صوتية بشكل دائم أثناء عملها،
وهذه الذبذبات ناتجة عن احتكاك ذرات الغاز أثناء احتراقه وتمدده وتقلصه،
ولكن وبما أن الصوت لا ينتشر في الفضاء فإن هذا الصوت يعود ويرتد إلى قلب الشمس.
وبما أن كل النجوم تطلق مثل هذه الترددات الصوتية لأن مبدأ عملها مشابه للشمس،
وكذلك الشجر يطلق ترددات صوتية، وكل مخلوق حي يصدر من خلاياه مثل هذه الترددات،
إذن كل شيء في هذا الكون يتكلم!!وبالتالي يحق لنا كمؤمنين أن نفكر في هذه الأصوات ونتذكر قول الحق عن مخلوقاته:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ)
فهل يمكن أن تكون هذه الأصوات هي تسبيح وسجود لله تعالى ولكن بلغة هذه المخلوقات؟
لماذا الشمس؟والآن نتساءل..
هل كان في ذلك الزمن أحد يعلم شيئاً عن هذه الحقيقة
وهل كان هنالك إنسان واحد في العالم كله يدرك طبيعة عمل الشمس وتأثير هذه الشمس على الأرض مثلاً ؟
بالطبع لا..ولكن الله تبارك وتعالى حدثنا لأنه هو من خلق هذه الشمس وهو من سخرها لنا.
ولكن لماذا حدثنا الله عن هذه الحقائق؟
لماذا حدثنا عن الشمس وعملها وتأثيرها على دورة الماء ودورها في تبخير الماء ونزوله من السماء؟
لماذا حدثنا عن دور الشمس أنها تقدم لنا طاقة مجانية (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ)؟
لماذا حدثنا عن نهاية الشمس (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)؟
لماذا حدثنا عن كل هذه الحقائق ؟الهدف لندرك أن الله تبارك وتعالى يعلم كل شيء وأن هذا النظام الكوني الدقيق
إنما هو بتقدير من خالقٍ عزيز عليم بكل شيء
ولذلك قال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
يعني: انظر أيها الإنسان! لا تظن بأن هذه الشمس قد وُجدت عبثاً أو أنها موجودة منذ الأزل.
. لا.. إنما سخرها الله لك لعمل محدد وعندما تنتهي مهمتها فإنها سوف تختفي وتزول
ويبقى الله تبارك وتعالى الذي سيحاسبنا على أعمالنا صغيرها وكبيرها
[url=http://www.kuwaite.ws/uploads/8998cbd8f8.jpg][/url]
5- بناء السماء وزينتها
من معجزات الله في الكونما أكثر الحقائق الكونية التي جاء بها القرآن وأثبتها العلماء يقيناً في القرن العشرين والحادي والعشرين،
وفيما يلي بعض الحقائق في بناء السماء والمادة المظلمة وغيرها...
[url=http://www.kuwaite.ws/uploads/88a39ccfd7.jpg][/url]
وفي آية أخرى أنكر المشركون البعث يوم القيامة،
وأنكروا عودتهم للحياة مرة أخرى يوم الحساب فقالوا: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ)
أي لا يمكن أن نعود للحياة، فماذا خاطبهم الله تعالى؟
قال لهم: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)
والفرج كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره هو الشق،
وقال أيضاً ما لها من فروج أي ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق، فهي بناء محكم.
عندما جاء القرن العشرين، رصد العلماء مساحة كبيرة من السماء
فوجدوا أن هنالك عدداً كبيراً من المجرات تتوضع في هذا الكون
ولكن هنالك فراغات كبيرة بينها، ووجدوا أن هنالك مناطق من السماء ليس فيها أي مادة،
فقالوا إن في السماء فروجاً أي مناطق فارغة ليس فيها أي مادة أو أي مجرات أو أي غبار كوني أو أي شيء آخر.
وهنا حدث تصادم (ظاهري) بين العلم والقرآن، كما زعم بعض المشككين في ذلك الوقت،
فقد قالوا إن القرآن يقول عن السماء (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) وها نحن نكشف هذه الفروج في السماء،
فالسماء فيها فتحات، أو فيها مناطق فارغة وهذا يناقض القرآن،
ولذلك فإن القرآن ليس كتاب الله تبارك وتعالى.
عندما نتأمل هذا القول نقول دائماً: أن القرآن هو الصحيح دائماً،
مهما تطور العلم يبقى القرآن هو الأساس، وهذا ما حدث فعلاً
أنه بعد تطور هذه العلوم بدأ العلماء يلاحظون أن حركة المجرات في الكون لا تتناسب مع حساباتهم، فالمجرة التي رصدوها مثلاً ينبغي أن تسير بسرعة معينة حسب بعدها والحسابات والمجرات المحيطة بها،
ولكنهم وجدوا أن هنالك مادة تؤثر بشدة على هذه المجرات فأسموها "المادة المظلمة".
[url=http://www.kuwaite.ws/uploads/00bc4f4a56.jpg][/url]
بعدما تطور علم الفلك وهذا منذ سنوات قليلة فقط، قالوا هنالك مادة مظلمة تملأ الكون بنسبة أكثر من 96 %، وقالوا أيضاً إن ما كنا نظنه فراغات أو فجوات في السماء
إنما هي مادة مظلمة لا تُرى وهي مادة كثيفة وقوية جداً ومتينة بل إنها تسيطر على الكون بأكمله،
وهنا يلتقي العلم مع القرآن فعندما قال تبارك وتعالى: (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)
فهذا هو القول الحق وهو ما كشفه العلماء أخيراً!!
ولكن على الرغم من ذلك اعترض بعض المشككين وقالوا:
إن نظرية المادة المظلمة هي مجرد نظرية، لم يتم إثباتها
لأن العلماء يقولون إن هذه المادة لا يمكن أن ترى،
ولا يعرفون ما هي طبيعتها فهي مادة مجهولة بالنسبة لهم،
وقال هؤلاء المشككون: إن هذه مجرد نظريات..
ولكن وأخيراً وفي منتصف العام 2007 تمكن العلماء من التقاط صورة للكون
وصوروا هذه المادة المظلمة. ويقول علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء:
إن هذه الحلقة من المادة المظلمة هي حلقة ضخمة جداً
يبلغ طولها أو قطرها اثنان ونصف مليون سنة ضوئية
ونحن نعلم أن الضوء يسير بسرعة 300 ألف كم في الثانية الواحدة،
والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة
عندما يسير بهذه السرعة الكبيرة 300 ألف كم في الثانية الواحدة.
فتأملوا معي كم يقطع هذا الضوء خلال 2.5 مليون سنة،
إنه يقطع مسافة هائلة جداً هذه مجرد حلقة صغيرة من المادة المظلمة كشفها العلماء وصوّروها بأجهزتهم حديثاً.
وهنا تتجلى أمامنا حقيقة جديدة هي أن الكون عبارة عن بناء محكم،
وأن الله تبارك وتعالى قد أحكم بناء هذا الكون ووزع المادة فيه بنظام دقيق جداً.