قصص من التراث

( بائــع النصائـــح )

ذهب أحد الرجال طلباً للرزق والعمل إلى مكان بعيد عن دياره ،، حتى وصل إلى

ديار فتلمس عملاً فقيل له أن فلان يبحث عن راع لأبله وأغنامه فذهب إليه وقال

له الغني أن أجرتك عن كل عام بعير فوافق الرجل وبعد أن عمل لثلاث سنوات

أشتاق لأهله فستأذن من صاحب العمل بالعودة وأعطاه ثلاث من الأبل هى اجرته

عن الثلاث سنوات التى عمل فيها ،،

أنطلق الرجل عائداً إلى أهله وفي قلب الصحراء لمح رجلاً يستظل بشجرة

فذهب إليه وجلس وسأله ماتفعل هنا في قلب الصحراء وحيداً ؟ قال أنا أبيع

النصائح لمن يمر من هنا فقال الرجل وماثمن النصيحة ؟ قال ثمنها بعير فقال

الرجل لابأس أن اشتري واحدة ببعير وسأل البائع أعطني نصيحة ببعير فقال

له ( إذا طلع سهيل لاتامن السيل ) فقال الرجل ماذا تفيدني هذه النصيحة وأنا

في قلب الصحراء وسط هذا الحر وفكر بشراء نصيحة أخرى فقال أريد أن

أشتري نصيحة أخرى ولك بعير آخر فقال البائع (لاتأمن أبو عيون برق وسنون

فرق ) وفكر صاحبنا بالنصيحة ولم يجد أنه يستفيد منها ففكر بشراء نصيحة

أخيره ولو كلفه ذلك أخر بعير معه وأضاع جهد الثلاث سنوات فقال أريد منك

نصيحة في آخر بعير معي فقال البائع ( نام نـدم ولاتنـام على دم ) ولم تكن تلك

النصيحة بأفضل من سابقاتها بنظر الرجل ،،

فقام صاحبنا وترك البعارين الثلاثة له وسار على أقدامه في الصحراء عائداً

إلى أهله وفي أثناء الطريق صادف عربان نصبوا خيامهم في بطن الوادي فنزل

عندهم وأستضافوه وبينما هو ينطر للسماء وجد نجم سهيل قد طلع فقام إلى

إلى كبير العربان ومن عنده يتسامرون وأمرهم بالخروج فوراً من هذا الوادى

لخطر السيل فأستهتروا فيه وقالوا أين السيل والسماء صحو فتركهم وأعتلى

في مكان رفيع ونام وقبل الصبح أتي السيل يزمجر مع مجراه في الوادي ولم

يتمكن العربان من النجاة ماعدا قطيع من الماشيه كان بعيدا عن مجرى الوادي

فساق القطيع وانصرف عائداً إلى أهله ،،

وأثناء سيره أدركه الليل فوجد بيتاً من الشعر في طريقه وذهب إليه ليستضيفه

فوجد رجلاً يرحب به أشد ترحيب وحينما أراد صاحبنا النوم تذكر أن عيون

صاحب البيت تبرق وأسنانه تفرق فتذكر النصيحة وقام من فراشه ووضع بدلا منه

بعض المراتب وغطاها ،، وبعد أن أطمئن صاحب البيت لنوم الرجل حضر بخفة

وسل سيفه وهوى به على الفراش وكان صاحبنا يراقبه ومعه سيفه فهوى به

على صاحب البيت وقتله وسار بقطيعه عائداً إلى أهله ،،

وصل الرجل إلى أهله وكان الليل قد أنتصف فذهب لبيته وحين رفع رواق الخيمة

وجد زوجته ورجل ينام بجوارها على فراشه فسل سيفه يريد قتل الرجل لكنه

تذكر نصيحة البائع حين قال له ( نام ندم ولاتنام على دم ) فهدأ قليلا وخرج

من بيته وذهب لينام بجوار قطيعه وفي الصباح رحب به الجميع وباركوا له

بسلامة العودة وأن أبنه قد كبر وصار شاباً وحينما أتى أبنه عرف الرجل أنه

كاد يقتل ولده الذي ينام الى جوار والدته فحمد الله على عدم التسرع بقتله



خالد الرواضيه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكرك اخي العزيز خالد الرواضيه على هذه القصة الاكثر من رائعه

اللهم اجعلنا ممن يستمعون النصائح

تقبل مروري

اشكرك اخي ابراهيم واختي زهره على مرورك كم المشرف
تقبلوا مروري واحترامي
خالد الرواضيه